الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
دخول
1- فيما أوضحنا من نسبه الشريف (صلى الله عليه وسلم ) ، دلالة واضحة على أن الله سبحانه وتعالى ميز العرب على سائر الناس ، وفضل قريشاً على سائر القبائل الأخرى . تجد هذه الدلالة واضحة فى الحديث الذى رويناه عن مسلم ، وقد وردت بمعناه أحاديث كثيرة أخرى . فمن ذلك ما رواه الترميذى أنه (صلى الله عليه وسلم ) قام على المنبر فقال : " من أنا ؟ فقالوا : أنت رسول الله عليك السلام ، فقال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، ان الله خلق الخلق ، ثم جعلهم فرقتين فجعلنى فى خيرهم فرقة ، ثم جعلهم قبائل فجعلنى فى خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتاً فجعلنى فى خيرهم بيتاً وخيرهم نفساً " .
2- ليس من قبيل المصادفة أن يولد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يتيمناً ، ثم لا يلبث أن يفقد جده أيضاً ، فينشأ النشأة الأولى من حياته بعيداً عن تربية الأب ورعايته محروماً من عاطفة الأم وحنوها .
لقد اختار الله عز وجل لنبيه هذه النشأة لحكم باهرة ، لعلَّ من أهمها أن لا يكون للمبطلين سبيل الى ادخال الريبة فى القلوب أو ايهام الناس بأن محمداً (صلى الله عليه وسلم ) انما رضع لبان دعوته ورسالته التى نادى بها منذ صباه ، بارشاد وتوجيه من أبيه وجده ، ولمَ لا ؟ وان جده عبد المطلب كان صدراً فى قومه ، فلقد كانت اليه الرفادة والسقاية .
3- لما توفى جدّه وانتقل الى كفالة عمه أبى طالب الذى امتدت حياته الى ماقبل الهجرة بثلاث سنوات ، كان من تتمة هذه الدلالة أن لا يسلم عمه ، حتى لا يٌتوهم أن لعمه مدخلاً فى دعوته ، وأن المسألة مسألة قبيلة وأسرة وزعامة ومنصب .
وهكذا أرادت حكمة الله أن ينشأ رسوله يتيماً ، تتولاه عناية الله وحدها .
4- يدل ما اتفق عليه رواة السيرة النبوية من أن منازل حليمة السعدية عادت ممرعة مخضّرة بعد أن كانت مجدبة قاحلة ........... فقد كان من أبرز مظاهر اكرام الله له أن أكرم بسببه بيت حليمه السعدية التى تشرفت بارضاعه . وما دام الكل بيد الله وهو وحده مسبب الأسباب جميعها فأجدر برسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أن يكون فى مقدمه أسباب البركة والاكرام الالهى ذلك أنه رحمة الله الى الناس بصريح تبيانه سبحانه وتعالى {وما أرسلناكَ الإ رحمهَّ للعالمينَ }"الأنبياء21/107" .
5- تعد حادثة شق الصدر التى حصلت له عليه الصلاة والسلام أثناء وجوده فى مضارب بنى سعد من ارهاصات النبوة ودلائل اختيار الله اياه لأمر جليل ... وليس الحكمة من هذه الحادثة -والله أعلم - استئصال غذة الشر فى جسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) .. ولو كان الشر منبعه غذة فى الجسم ،، لأمكن الشرير أن يصبح طيب بعمليه جراحيه . ولكن يبدو أن الحكمه هى اعلان أمر الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وتهييؤه للعصمة والوحى منذ صغره ، ليكون ذلك أقرب الى ايمان الناس به وتصديقهم برسالته
اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
https://www.facebook.com/topic.php?uid=53523740981&topic=7628
